عناق التشكيل والخط العربي في أعمال مصطفى بلعوني

مصطفى بلعوني فنان مغربي يجمع بين التشكيل والخط العربي والشعر، ويمارس مهنة التعليم، من مواليد 1974 بمدينة أسفي. شكلت «موغادور» (الصويرة) المشتل الأول لمسيرته الفنية، فقد سكن المدينة وسكنته وتشبع بطقوسها وتنسم عبق أزقتها، حيث خطا الخطوات الأولى في ميدان التشكيل، قام بعرض أعماله التشكيلية في مدينة الصويرة خلال سنوات 2005 و2008 و2016 بمعية عدد من كبار الفنانين المغاربة وفي مقدمتهم الفنان التشكيلي بلعيد بلهاوي.
يحكي لـ«القدس العربي» قصة علاقته الأولى بالرسم فيقول:
بدأت الرسم وأنا طفل صغير بالبادية في نواحي مدينة أسفي، حيث كنت باستمرار أرسم بقلم حبر جاف على قطع الكرتون. بعد أن بلغت سن التاسعة التحقت بالمدرسة، فشجعني أساتذتي لمّا لاحظوا رسوماتي، مما زادني حماسا وإلهاما. هكذا بقيت أرسم من حين لآخر، متخذا الرسم هواية.
بعد دراستي الجامعية، التحقت بمدرسة تكوين المعلمين وتخرجت أستاذا للتعليم الابتدائي. خلال السنة الأولى من مساري المهني، اقتنيت كتابين لتقنيات الرسم واستفدت منهما، ورسمت مجموعة من اللوحات.
ذات مرة، وأنا أتجول في مكتبات مدينة تارودانت، حيث كنت أعمل أستاذا في التعليم الابتدائي، عثرت بالصدفة على كتاب لتعليم خط الرقعة، ففتنت بجمال الخط العربي، وانصرفت عن الرسم إلى الخط. بعد دراسة معمقة لكل أنواع الخط العربي، عملت خلال العطلة الصيفية خطاطا في سوق الفخار في مدينة أسفي، هنا التقيت مجموعة من الفنانين التشكيليين كأشواق محمد وسيدي حبيبي حفيظ وحميد بكار، فتأثرت بهؤلاء الكبار الذي يبدعون بعيدا عن الأضواء والشهرة. هكذا فتح لي هؤلاء الثلاثة باب الفن التشكيلي على مصراعيه، فحاولت أن أحذو حذوهم، شمرت على ساعدي، وانهمكت في العمل التشكيلي، مرة أقلد، وأحيانا أخرى أرسم بأسلوبي الخاص.
○  وماذا عن حضور الحرف في لوحاتك؟
•  بعدما قلدت وحاكيت فنانين كبارا، اشتغلت بأسلوبي الخاص، فأنجزت مجموعة من الأعمال دون توظيف الخط العربي. ذات يوم، عثرت بالصدفة على كتاب للخط العربي، ففتنت بجماله، تعلمت مجموعة من الخطوط. ثم فكرت في توظيف الخط العربي في التشكيل، فانهمكت في المحاولة والتجريب، التقيت مرة الفنان التشكيلي بلعيد بلهاوي، الذي قضيت بجانبه مدة طويلة، واستفدت من خبرته الكبيرة، وقام بتأطيري وتوجيهي مجانا، لأجد اليوم نفسي أمام أسلوب خاص، وهو وضع الخط العربي في غابة الألوان.
○  وإلى أي حد تفيدك تجربتك في الكتابة والبحث على المستوى التشكيلي؟
• تعتبر القراءة والكتابة والبحث، من مكملي التشكيل، كل واحد منها يكمل الآخر، وكلها غذاء للروح.
○  وماذا عن آفاق تجربتك الفنية؟
•  كل ما فعلته في ميدان التشكيل، منذ 20 سنة إلى الآن، ما هو إلا محاولة لرسم لوحة، ما زلت لحد الآن عاجزا عن رسمها، لأقل ما زلت لم أبدأ. تجربتي ما زالت في بدايتها، وسأعمل كل ما في جهدي لأبدأ من جديد.

الطاهر الطويل

ذات صلة